القثاء من النباتات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بالاسم، قال تعالى:
“فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها
وعدسها وبصلها” الآية61 من سورة البقرة.
يقول الفيومي في “المصباح المنير” بأن القثاء هو اسم جنس لما يقول
له الناس الخيار والعجور والفقوس.
ثم يقول: “وبعض الناس يطلقه على نوع يشبه الخيار وهو أخف من الخيار”.
أقول: وربما نحن أهل الخليج العربي معنيون بكلمة بعض الناس في عبارة الفيومي،
لأننا نسمي هذا النوع من القثاء بالخيار، وربما سموه طروحاً ايضاً.
وورد في المعاجم النباتية ايضاً بأن القثاء نبات من فصيلة القرعيات (اليقطين) وهو نبات زاحف.
اذن القثاء هو الخيار، والخيار هو القثاء وموطنه جنوب آسيا، ويزرع الآن في انحاء العالم
وإن لم يزرع في بلد ما فإنه يجلب اليه من البلاد الاخرى، وهذا هو شأن المأكولات كلها،
حيث لم تعد الآن خاصة ببلد بل توجد كل المأكولات في كل البلاد، نظراً لسهولة النقل والمواصلات.
والخيار يؤكل نيئاً من غير شيء، ويؤكل مخللاً، وسلطته ذات سعرة حرارية منخفضة،
الا أنها مصدر غني بالحديد والكالسيوم والفيتامينات.
أقول: إن القثاء رغم أنه لم يرد في القرآن الا مرة واحدة ضمناً مع البقول الاخرى التي فضلها بنو إسرائيل،
فإنه ورد في حديث صحيح اخرجه البخاري في باب الأطعمة عن عبدالله بن جعفر قال:
“رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب”.
وهذا يدل على انه كان من الاطعمة المحببة الى الرسول صلى الله عليه وسلم،
وكان موجوداً بأرض الجزيرة العربية.
وقد ذكر الغساني في كتابه “حديقة الأزهار عن فوائد الخيار” بأنه مسكن للحرارة الصفراوية في المعدة،
ونافع من الالتهابات، ومدر للبول ومسكّن للعطش.
وبالمناسبة فإن أبا القاسم الغساني يعتبر القثاء من جنس اليقطين أيضاً ويصفه بأنه يمتد على الارض
ولا ساق له، ثمره طويل هلالي الشكل يلتوي كالأفاعي، وأجوده العنابي.
وعلق على قوله بأنه من جنس اليقطين محقق الكتاب وهو محمد العربي الخطابي قائلاً:
“إن الغساني أحسن عندما قال بأن القثاء من جنس اليقطين لا الفصيلة القرعية، ليشمل بذلك
القثاء والقرع والدباء والخيار والبطيخ والحنظل وما شابه ذلك”.
ذلك ان اليقظين أعم من القرع، فهو كل نبات يمتد على الارض ولا ساق له.
والقثاء ثمر محبب الى الشعراء حيث تغنى به الشعراء قديماً في وصفه القصائد،
ومن تلك القصائد ابيات الشاعر ابن المعتز حيث يقول:
انظر اليه أنابيبا منضدة
من الزمرد خضراً ما لها ورق
اذا قلبت اسمه بانت ملاحته
وصار مقلوبه “أنا بكم أثق”
ويقول فيه شاعر آخر وهو السري الرفّاء:
وعقفاء مثل هلال السماء
ولكنها لبست سندساً
عراقية لم يذب جسمها
هزالاً ولم تجس فيما جسا
زبرجدة حسنت منظراً
وكافورة بردت ملمساً
على رأسها زهرة غضة
كنجم الظلام اذا عسعسا
منقول